اعتبر الأمين العام لـ"التنظيم الشعبي الناصري" النائب الدكتور أسامة سعد، أن "طوفان الأقصى محطة كبرى من محطات النضال الفلسطيني"، وذلك في الكلمة التي ألقاها في ذكرى "أبو عمار" خلال المهرجان السياسي والوقفة التضامنية التي نظمت بالمناسبة ونصرة لأبناء الشعب الفلسطيني في ساحة الشهداء في صيدا.
وقال سعد: "إنها الذكرى التاسعة عشرة لاستهاد القائد الرمز أبو عمار. هو شهيد فلسطين، ورمز نضال شعبها المديد ضد الاستعمار والصهيونية العنصرية. وهو أيضا شهيد العروبة، وأحد أبرز رموزها المناضلة من أجل عزة وكرامة وتحرر الأمة العربية وحرية شعوبها. هو قائد ثورة شعب فلسطين في نضاله الطويل والمتواصل لانتزاع حقوقه الوطنية وحريته فوق أرضه فلسطين. هو قائد ثورة شعب لا يكل ولا يمل النضال ولا تنكسر له إرادة. هو أبو عمار ملهم ثورة شعب لا يركع ولا تنال من عزيمته جرائم ومجازر وتهجير. هذا طريق النصر الأكيد لشعب فلسطين ولابو عمار الطلقة الأولى، وله أيضا رايات فلسطين فوق ربى فلسطين وأسوار قدسها ومساجدها وكنائسها. إلى أبي أعمار، أيقونة الكفاح الفلسطيني والنصر الآت، التحية والسلام".
أضاف: "طوفان الأقصى محطة كبرى من محطات النضال الفلسطيني جرت وقائعها فوق أرض فلسطين وأبطالها مقاومين أشاوس من أبناء الشعب الفلسطيني. طوفان الأقصى وانتفاضات الضفة الغربية هما فعل تراكم نضالي لم يتوقف يوما ولن يتوقف. أبطال الساحات والميادين في التصدي للعدوان في غزة والضفة، هم جيل محمد الدرة وفارس عودة. في 7 تشرين أول كادت أن تتقوض ركائز دولة الاحتلال والعنصرية والعدوان، في ذلك اليوم فقدت اسرائيل ثقتها بجيشها ودولتها ومنيت بهزيمة ساحقة. استدعى ذلك أساطيل أميركا والغرب دعما لكيان اهتزت ركائزه. وجاء مع الأساطيل الدعم الاستخباراتي والتسليحي والسياسي والاعلامي وكل ما أمكن لانقاذ كيان محتل ومغتصب مني بهزيمة مذلة. هو دعم أميركي غربي فجر حربا حاقدة مجرمة ترتكب فيها أفظع الجرائم والمجازر بحق المدنيين والأطفال، حربا لا توفر بشرا ولا حجرا، ولا سعي لها الا القتل والقتل والتدمير والتهجير والحصار تجويعا وتعطيشا، وحرمانا حتى من العلاج، فضلا عن الموت تحت الركام. مئات الألوف من الشهداء والجرحى والمهجرين تفتك بهم آلة حرب بيد مجرمين تجردوا من كل حس إنساني. يحصل ذلك بضوء أخضر من حكومة أميركا والحكومات العربية ادعياء الحضارة وحقوق الانسان".
وتابع: "المقاومة والانتفاضات الشعبية والنضال الوطني حق مشروع لأي شعب في مواجهة محتل غاصب. العدو الصهيوني يتصدى لمقاومة الشعب الفلسطيني ويتصدى لانتفاضاته الشعبية ويتصدى لنضاله الوطني. هذا القتل وهذا القمع وهذا الأسر وهذا التهجير هدفه الوحيد تصفية قضية الشعب وحقوقه الوطنية فوق أرضه فلسطين. نضال الشعب الفلسطيني وتضحياته الكبرى لم تتوقف يوما على مدى عقود ولن تتوقف".
وأكد ان "انتصار غزة وعدم سقوطها هو انتصار لشعب فلسطين كله وانتصار للضفة الغربية التي يسطر أبناؤها ملاحم البطولة في مواجهة العدو، وهو انتصار لعرب فلسطين في أراضي 48 حيث تمارس دولة اسرائيل كل أشكال العنصرية ضدهم، وهو انتصار لفلسطينيي الشتات وهم يتشوقون للعودة إلى بلادهم، وانتصار غزة، هو انتصار للأمن القومي العربي الذي قوضته الاستباحات الخارجية من كل حدب وصوب".
وقال: "ما يزيد عن الشهر وآلة القتل والتهجير والإبادة الاسرائيلية شغالة دون هوادة، والشعب الفلسطيني يقاوم، ويصمد، ولا يركع. لماذا انتظر أصحاب الفخامة والجلالة والسمو العربي لكل هذا الوقت ليجتمعوا؟ لعله الوحي الأميركي قد "فرملهم". إن التأخير مرده إلى ضعف إلتزامهم بقضية الشعب الفلسطيني ونضاله المشروع. أم هو التطبيع والتزاماته على حساب حقوق الشعب الفلسطيني، وكأن الدماء الفلسطينية الطاهرة والعزيزة قد صفعتهم، وكأن غضب الشعوب العربية قد بشرهم في مؤتمر سبقته الدماء. كأن أصحاب الفخامة والجلالة والسمو قد سلموا مقادير شعوبنا العربية لكل طامع ولكل محتل. أيا تكن اعتبارات التأخير، يا أصحاب الفخامة والجلالة والسمو، فشعوب أمتنا العربية تنتظر أفعالكم لا أقوالكم".
أضاف: "الاستنكار والإدانة والاستهجان أمور لا تجدي شيئا. اعطوا مهلة 24 ساعة لانهاء العدوان ان لم يوقف العدو اطلاق النار. الغوا اتفاقات التطبيع.علقوا تصدير النفط والغاز. اعلنوا اسرائيل دولة مارقة واطرحوا الأمر في الأمم المتحدة. اعلنوا معبر رفح معبرا بقرار مصري فلسطيني عربي مفتوح. طالبوا بطرد اسرائيل من الأمم المتحدة كونها دولة مارقة. اكدوا على حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال بالكفاح المسلح وبكل الوسائل. هذا بعض ما تنتظره الشعوب العربية من قمة عربية متأخرة".
وشدد على أن "حرب غزة ستكون لها تداعيات خطيرة، وستنشأ في واقعنا العربي حقائق جديدة هي حتما في مصلحة الشعب الفلسطيني والشعوب العربية. فلنتحضر نحن في فلسطين وفي البلدان العربية لزمن ما بعد حرب غزة، زمن الشعوب الحرة، زمن العروبة المقاومة التقدمية الحضارية الحرة، وليستقر في وجداننا ونضالنا أنه لا أمن ولا استقرار ولا تعايش مع كيان عنصري عدواني، وأنه أيضا لا أمن قومي لأمننا إن لم ينل الشعب الفلسطيني حريته وحقوقه كاملة".
وختم سعد: "تحية لروح الشهيد القائد أبو عمار وكل الشهداء والتحية للمقاومين والأسرى والجرحى ولصمود شعب فلسطين في غزة والضفة".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك