صدر عن نواب قوى المعارضة ما يلي:
في ذكراه الـ80، استقلال لبنان مسلوب وسيادته مصادرة، وهو على شفير حرب بدأت فعليا على ارضه ويخشى ان تتوسع، فالرئاسة شاغرة عن سابق تصميم، والحكومة لا تمتلك قرارها، والمجلس النيابي معطل قسرا، والقضاء مستباح، والمؤسسات غارقة بالفساد والمحاصصة، والاقتصاد منهار، والحدود سائبة. والشعب اللبناني يرزح تحت وطأة أزمة اقتصادية هي الأصعب في تاريخه.
في مثل هذا اليوم نستذكر، شهداء لبنان جميعا وخصوصا الوزير بيار الجميل الذي سقط في ذكرى الاستقلال وعلى دربه، كما نستذكر كلمات شهيد الاستقلال واتفاق الطائف، الرئيس رينه معوض، الذي اطلق "مسيرة الشرعية المصممة على انهاء الدويلات وبسط سيادة القانون على كل الاراضي،" وتأكيده على انه" لن يكون مصير الوطن ومستقبل الشعب تحت رحمة احد،" وتذكيره بان"الدولة لا تنهض الا بوحدة مؤسساتها وتكامل سلطاتها واحترام انظمتها وتطبيق قوانينها،" وان "المصلحة الوطنية هي المقياس والقانون هو الحد، ولا مساومة على السيادة."
هذه الكلمات لا تزال تصلح اليوم، في مواجهة أزمة وجودية، اساسها التدمير الممنهج للدولة، وسلب قرارها السيادي، والسيطرة على مؤسساتها السياسية والعسكرية والأمنية، على وقع الفراغات المتعددة التي يفرضها مشروع السلاح المرتهن للخارج والحامي لمنظومة الفساد التي نهبت البلد، مقابل غطائها السياسي والطائفي لهذا السلاح واصحابه.
نتوجه كقوى معارضة برلمانية الى اللبنانيين، في هذه الذكرى الغالية، للتأكيد على تمسكنا بالنضال من اجل استعادة الوطن إلى الوطن، والدولة الى الدولة، وتخليصهما من براثن حلف الوصاية والفساد. ونؤكد مضينا في مسيرة استعادة السيادة، ومواجهة مشروع الاستيلاء على الدولة ومؤسساتها، وفي طليعتها رئاسة الجمهورية، واصرارنا على الوصول الى تشكيل حكومة تطلق عملية الإنقاذ والإصلاح.
كما نؤكد على تمسكنا بالدستور ووثيقة الوفاق الوطني في الطائف، وعلى سعينا الى اعادة الاعتبار الى نصهما وروحهما وعلى تمسكنا بتنفيذ القرارات الدولية، من اجل حماية لبنان من مخاطر تعريضه للحروب المدمرة، واعادة الجمهورية اللبنانية الى حضن الشرعية العربية من خلال اعادة ترميم العلاقات مع الاخوة العرب.
نعلم ان هذا مسار شاق وطويل، لكن لبنان يستأهل منا أن لا نتركه وساحة مفتوحة لمن يرغب في استخدامها من الداخل او الخارج، ومختبراً دائماً لثقافة غريبة عنه، وكل ذلك على حساب اللبنانيين وسيادتهم وامنهم ومستقبلهم.
أيها اللبنانيون، نواجه معاً يداً بيد، لنكون على قدر الثقة التي أوليتمونا إياها وعلى مستوى التحديات التي يعيشها وطننا.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك