اختتم المؤتمر لبلدان البحر الابيض المتوسط اعماله في برشلونة (اسبانيا) بإعلان يدعو الى إنشاء "المنطقة الكبرى للمتوسط" يجمع فيه كل البلدان والمقاطعات الواقعة على البحر الابيض المتوسط وهي تضم ٢٢ دولة: اسبانيا، فرنسا، موناكو، ايطاليا، مالطا، سلوفانيا، كرواتيا، البوسنة هرزغوفين، مونتينيغرو، ألبانيا، اليونان، المغرب، الجزائر، تونس، ليبيا، مصر، تركيا، سوريا، لبنان، فلسطين، اسرائيل وقبرص. وتتمتع هذه الدول بطول ٤٦٠٠٠ كلم٢ على شاطئ المتوسط، ويبلغ عدد سكانها أكثر من ٥٠٠ مليون نسمة.
وأعلن النائب سيمون أبي رميا، خلال كلمته أمام المؤتمر، عن الموافقة المبدئية للبنان على قيام هذا الاطار المؤسساتي الجديد بين كل الدول المعنية. ودعا الاتحاد الاوروبي الى المساعدة الجدية لما يمتلك من إمكانات مادية وبشرية تمكنه من القيام بدور فعال في هذا المجال.
وذكّر أبي رميا بأن الشعب الفينيقي كان أول من فهم الدور الاساسي للبحر الابيض المتوسط وأرسل سفنه للتواصل مع العالم. ونبّه الى عدم تداخل الصلاحيات للاطار الجديد "للمنطقة الكبرى للمتوسط" مع مؤسسات ومنظمات أخرى تعمل على نفس الهدف.
وركّز في كلمته على التناقض الموجود لدى المجتمعات المتوسطية حيث أن البلدان الواقعة على الضفة الشمالية تعيش في رفاهية وتطور دائم وامن وسلام واستقرار بينما أولويات شعوب جنوب المتوسط تكمن في ايجاد الوسائل لتأمين مقومات الحياة الكريمة اليومية، وأعطى على سبيل المثال الحرب الدائرة حالياً نتيجة الاعتداءات الاسرائيلية حالياً على غزة والجنوب اللبناني، مما يجعل من أولويات المواطنين في هذه البلدان قائمة على المحافظة على حياتهم بسبب المخاطر الوجودية.
ودعا الى التعاون اللامركزي بين مناطق مقاطعات هذه الدول بمعزل عن السلطات المركزية، مما يسهل التوصل الاسرع والأفضل، وأعطى مثل اتفاقية التعاون والشراكة بين منطقة جنوب فرنسا وقضاء جبيل التي تساهم في الاسراع بتنفيذ برامج تخدم التنمية المستدامة في جبيل وبلداتها.
وأصدر المؤتمر بياناً ختامياً تحت عنوان "إعلان برشلونة لانشاء اطار جديد مؤسساتي للمنطقة الكبرى للبحر الابيض المتوسط"، يشدد على تفعيل الشراكة الاورو المتوسطية وإعطاء كل الامكانيات المتوفرة لدى الدول الاوروبية لانجاح هذا الاطار للعمل في مجالات التعاون في القطاعات الاساسية، كالطاقة والمياه والبيئة والتنمية المستدامة في دول الجنوب المتوسطي لوقف الهجرة بالاضافة الى هموم أخرى مشتركة.
وكان لأبي رميا لقاءات جانبية مع رئيس كاتالونيا Pere Aragones I Garcia ووزيرة خارجية كاتالونيا Meritxell Serret i Aleu ووزير خارجية اسبانيا لشؤون الدول الاوروبية والتعاون الدولي Pascual Ignacio Navarro Rios، بالاضافة الى عدد من ممثلي الدول الحاضرة. وتركّز البحث على امكانيات التعاون مع قضاء جبيل لجهة المساهمة في قطاعات أساسية كالمياه والتنمية المستدامة.
واتفق مع محاوريه على متابعة المشاورات وتحضير لقاءات أخرى لمتابعة هذه الملفات.
من ناحية أخرى، حيّا النائب أبي رميا عمدة برشلونة والمجلس البلدي الذي قطع كل علاقاته مع المؤسسات الاسرائيلية حتى وقف الحرب على فلسطين ووضع حد للمجزرة المتمادية بحق الانسانية. كما حيّا الموقف الشجاع لرئيس وزراء اسبانيا الذي اعتبر، خلال زيارته الاخيرة مع نظيره البلجيكي، أن "اسرائيل تقتل المدنيين الأبرياء من دون تمييز بما في ذلك صغار السن"، داعياً الى "وقف دائم لإطلاق النار لإنهاء الوضع الكارثي لسكان قطاع غزة".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك