كتب داني حداد في موقع mtv:
يشبه الأمر البورصة. تصعد في يومٍ وتهبط في آخر. وحين تسأل المصادر المعنيّة، تسمع من يؤكّد لك أمراً، ثمّ تسمع من يؤكّد لك العكس. نتحدّث هنا عن قيادة الجيش التي ستشغر في العاشر من كانون الثاني، إذا لم يؤجّل تسريح قائد الجيش أو يعيّن خلفٌ له أو يعيّن رئيس أركان.
يبدو مصدرٌ نيابيّ بارز حاسماً في تأكيد سقوط خيار التمديد لقائد الجيش. يشير المصدر إلى أنّ الثنائي الشيعي لن يسير في خيار التمديد من دون أن يواجهه بشكلٍ مباشر. أي أنّه لن يكون رأس حربة سقوط هذا الخيار. التمديد في الحكومة غير وارد، ولكن يكون دستوريّاً إن لم يقترحه وزير الدفاع. الملجأ الوحيد لمناصري التمديد هو المجلس النيابي، حيث يراهن هؤلاء على دعوة رئيس المجلس نبيه بري إلى جلسة في منتصف كانون الأول المقبل.
إلا أنّ المصدر النيابي يشير إلى أنّ بري سيُثقل الجلسة ببنودٍ كثيرة، منها الكابيتال كونترول، ما سيشكّل إحراجاً لكتلة "الجمهوريّة القويّة"، فإن اختارت الحضور والتصويت للتمديد سيكون عليها تجرّع كأس تجنّبته طويلاً.
وتشير المعلومات إلى أنّ الاتصالات بشأن مصير قيادة الجيش تجاوزت الحدود اللبنانيّة، وكانت موضوع حركة سفراء انطلق بعضهم في تأييده التمديد من الحرص على الإبقاء على حظوظ العماد جوزيف عون الرئاسيّة، بالإضافة إلى عدم تقديم هديّة للنائب جبران باسيل.
كما تتحدّث المعلومات عن رسالة وجّهها باسيل إلى بري، عبر وسيط، يبلغه فيها استعداده للسير بأيّ قائد للجيش يختاره، ومعه المجلس العسكري، شرط عدم التمديد لعون. لكنّ بري رمى الكرة، ردّاً على رسالة باسيل، نحو مرمى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، مؤكداً أنّه يمشي بما يقرّره الأخير.
من هنا، يتحدّث المصدر النيابي عن خيارَين ينتظر أحدهما قيادة الجيش: إما تعيين قائدٍ جديد أو تعيين رئيس أركان. ويشير إلى أنّ الطرح الثاني سيقود إلى السير بالأول. ويعني بذلك أنّ ترجيح كفّة تعيين رئيس أركان من الطائفة الدرزيّة لتولّي قيادة الجيش بالإنابة، سيدفع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إلى التراجع عن رفض تعيين قائد للجيش في غياب رئيس الجمهوريّة، كي لا يحرم الطائفة المارونيّة من هذا الموقع. وهكذا، وفق المصدر النيابي الذي ينشط في الكواليس، سيكون لنا قائدٌ جديد للجيش يُترك القرار بشأن استمراره إلى الرئيس المقبل.
إلا أنّ ما سبق من سيناريوهات يبقى رهن التطوّرات، خصوصاً في الأسبوعين المقبلَين، وقد نشهد، كما البورصة، صعوداً لخيار وسقوطاً لآخر. ونذكّر بالقاعدة: نحن في لبنان، والخيارات تبقى، دوماً، مفتوحة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك