كتبت لارا يزبك في "المركزية":
إجتمع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مطلع الأسبوع مع رئيس هيئة الأمم المُتحدة لمُراقبة الهدنة (الأنتسو) باتريك جوشا على رأس وفد في السراي. وجرى فى خلال الاجتماع عرض لمُختلف مهام الهيئة المُتمثلة فى مُراقبة وقف إطلاق النار والإشراف على اتفاقيات الهدنة ومُساعدة عمليات حفظ السلام الأُخرى التابعة للأمم المُتحدة في المنطقة لتنفيذ مُهمتها. وفي خلال الاجتماع نوّه جوشا بالدور الذي تقوم به الحكومة اللبنانية لتنفيذ القرار الدولي الرقم 1701، وضرورة العمل على تنفيذه من قبل كل الاطراف.
بدوره، استقبل قائد الجيش العماد جوزيف عون الثلثاء، الجنرال جوشا، مع وفد مرافق وتناول البحث الأوضاع عند الحدود الجنوبية. كما زار جوشا امس وزارة الخارجية.
بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية مطّلعة لـ"المركزية"، فإن جولة جوشا ليست معزولة في الزمان والمكان وليست حدثا بحد ذاته، بل هي تأتي ضمن مسار أممي – دولي كبير، انطلق وسيشهد تزخيمًا في قابل الأيام، هدفُه تفعيل القرار 1701 جنوبًا وفرض التقيد به لبنانيًا. انطلاقًا من هنا، تتابع المصادر، حضر هذا المطلب في صلب جولة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان على المسؤولين البنانيين. فبعد أن كانت مهمة الدبلوماسي الفرنسي تقتصر على محاولة إيجاد حلّ للمأزق الرئاسي، هي توسّعت اليوم لتلحظ أيضًا تشديدًا على ضرورة التزام لبنان بمندرجات القرار 1701.
تطوّرات الجنوب الأخيرة، تتابع المصادر، التي كشفت حجم تفلّت الأمور وتحديدًا تفلّت الوجود العسكري لـ"حزب الله" جنوبي الليطاني، في انتهاك صريح للقرار الدولي الذي يحرّم الوجود المسلّح في هذه المنطقة، إلّا للجيش اللبناني واليونيفيل... هذه التطورات، أعادت وضع الملف الحدودي على رأس أولويات العواصم الكبرى والأمم المتحدة.
ففيما هي تنكب على إيجاد تسوية لحرب غزة وللصراع الفلسطيني – الاسرائيلي عمومًا، تعتبر المصادر أنّ انتشار "حزب الله" بالشكل الذي هو عليه اليوم على الحدود الشمالية للأراضي المحتلة، يشكّل عائقًا كبيرًا أمام الحلّ المستدام، اذ يترك التهديد بانفلات الاوضاع "في اي لحظة"، قائما.
عليه، تشير المصادر إلى أنّ الامم المتحدة ومعها الدول الكبرى، نقلت ولا تزال، رسائل الى المسؤولين اللبنانيين، بأن القرار 1701 ليس مجرد ورقة، وبنوده ليست حبرًا على ورق، بل هو وُضع ليُحترم ولتفادي ما نراه اليوم جنوبا. عليه، تطبيقه عبر نشر الجيش اللبناني وحيدًا جنوبي الليطاني اكثر من ملحّ، وإذا لم يحصل ذلك بارادة لبنانية، فإنّ مجلس الأمن قد يضطر إلى استخدام "أساليب أخرى"، لتطبيقه، تختم المصادر.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك