كتب أنطون الفتى في "أخبار اليوم"
رغم محاولة حركة "حماس" في لبنان شرح وتبرير خطوة إعلانها عن تأسيس وإطلاق "طلائع طوفان الأقصى"، ودعوتها الشباب للانضمام الى "طلائع المقاومين"، والى المشاركة في صناعة مستقبل الشعب الفلسطيني، وفي تحرير القدس والمسجد الأقصى، (رغم محاولتها التبرير والشرح) عبر بعض الشخصيات والمصادر التي تدور في فلكها، وتأكيد أنها دعوة غير عسكرية بالمعنى التنظيمي التام، إلا أن ما حدث قد حدث، وهو حصد ما حصده من ردات فعل محذّرة ورافضة، وسط مخاوف لبنانية نابعة من هشاشة الدولة في لبنان، أصلاً.
ولكن الى أي مدى يمكن لـ "طلائع طوفان الأقصى" أن تكون محاولة من جانب "حماس" لبَدْء الحديث عن مرحلة ما بعد الحرب في غزة، ولضمان استنهاض ذاتها بشكل ثابت بعد الحرب، والقول إنه بمعزل عن النتائج السياسية والعسكرية للمعارك هناك، فإنها مستمرّة في كل مكان، وليس بالأراضي الفلسطينية فقط، وبأساليب وأشكال متعدّدة؟
وفي تلك الحالة، تُصبح "حماس" أمام تحديات جديدة مستقبلاً، وهي مدى قدرة نجاحها على تثبيت وتعميم"طلائع طوفان الأقصى" على الدول العربية والإسلامية كافة، تمويلاً وتنظيماً ونشاطاً، وليس في لبنان فقط، حتى تكون الخطوة ملموسة وفعّالة بالفعل، أي جعلها قابلة للاستمرار خارج لبنان، الذي يعاني أصلاً من هشاشة سياسية وأمنية واقتصادية، والمُطالَب بإجراء تغييرات داخلية كبيرة.
أكد النائب ابراهيم منيمنة "أننا نتخوّف على السيادة من جراء مبادرة مماثلة. فقد تعتبر "حماس" حالياً أنها حقّقت نجاحاً أدى الى موجة من التعاطف الكبير معها، وهي قد تحاول الاستفادة من تلك اللحظة لتستقطب عدداً من الشباب. وهذا تهديد حقيقي بالنسبة الى لبنان، خصوصاً إذا كان الهدف من ذلك هو إنتاج مجموعة عسكرية تهدّد السيادة اللبنانية".
وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أنه "إذا أرادت "حماس"أن تقوم باستقطاب، فلتفعله على طريقتها، ولكن ليس على حساب السيادة اللبنانية. فهذا خط أحمر بالنسبة إلينا ، ولا يمكن أن نقبل به. إذا كان هذا الموضوع عسكرياً، فمن الممكن أن يتسبّب بمشكلة كبيرة جداً. وأما إذا كان الاستقطاب من نوع آخر، فيجب النظر الى مدى إمكانية أن يكون متماشياً مع سيادتنا".
وأوضح منيمنة أن "لا معطيات لدينا حول ما إذا كانت "حماس" تسعى لتأسيس مثل تلك الطلائع في كافة البلدان العربية. فالدعوة حصلت في لبنان، ويجب أن نكون مسؤولين عن مساحتنا، بغضّ النظر عما قد يحصل أو لا، في دول عربية أخرى".
ودعا الى "توحُّد اللبنانيين حول رفض إنتاج مجموعات عسكرية خارج إطار الشرعية والسيادة اللبنانية. فنحن لدينا مشاكلنا الكافية من هذا الموضوع. حركة "حماس" كمجموعة، قد تستفيد من لحظة معينة، ولكن لا يمكن لتلك الاستفادة أن تكون على حساب سيادة الدولة في لبنان".
وردّاً على سؤال حول مدى قدرة "حماس" على تغيير مواقف الدول العربية منها مستقبلاً، لا سيما بعد التعاطف الشعبي الكبير مع غزة خلال الحرب، أجاب منيمنة:"هناك فرصة لدى الدول العربية حالياً في أن تبادر تجاه "حماس"، وبأن تُعيد احتضانها كجزء من المنظومة العربية، بدلاً من تركها في المحور الآخر".
وختم:"لا بدّ للدول العربية من أن تبادر باتّجاه المساهمة في القضية الفلسطينية، واستعادتها، ومن ضمنها "حماس"، وأن يبدأ إعادة ترتيب التمثيل الفلسطيني بمساهمة عربية واضحة في ذلك، خصوصاً أن الانقسام الفلسطيني يعزّز فرص إسرائيل بشنّ اعتداءات، كما يعزّز فرص التدخل الإيراني. وبدلاً من ترك الأمور بهذا الشكل، لا بدّ للدول العربية من أن تبادر باتجاه "حماس"، في محاولة لاستيعابها".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك