جاء في جريدة "الأنباء" الالكترونيّة:
تطل ذكرى المعلم الشهيد كمال جنبلاط من جديد، ولكن هذا العام تأتي على وقع طوفان الأقصى، هذه العملية التي أعادت يوم ٧ اكتوبر الوهج الى القضية الفلسطينية التي ناضل واستشهد من أجلها.
عادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة من جديد بعد إهمال دولي متعمّد لإنهاء هذه القضية وشعبها. تجرّأ كمال جنبلاط عكس الكثيرين، ودعم القضية الفلسطينية جهاراً، وناضل من أجلها في لبنان، حتى وصل إلى مستوى بات رمزاً للفلسطينيين والقضية.
أسّس الحزب التقدمي الاشتراكي وفي صلب مشروعه القضية الفلسطينية التي ارتكز عليها لوضع مبادئ الحزب، انطلاقاً من أن القضية الفلسطينية تُشكّل معياراً أخلاقياً قبل أن تكون قضية سياسية أو دينية، على اعتبار أن ثمّة شعب سُلبت أرضه منه بالقوّة، وبات مشرّداً مهملاً في أزقّة الدول التي هاجر إليها.
الدكتور خليل أحمد خليل العضو المرشد في الحزب التقدمي الاشتراكي والقيادي السابق يُشير إلى أن "كمال جنبلاط أسّس الحزب التقدمي الاشتراكي وكان دافعه الأساسي ما يحصل في فلسطين، وكان يُريد أن يقوم بدور ومواجهة إسرائيل التي احتلت الأراضي بالقوّة انطلاقاً من شعوره بالمسؤولية".
وفي حديث لجريدة "الأنباء" الإلكترونية، يلفت خليل إلى أن "كمال جنبلاط تمكّن من جمع 25 تنظيماً من كافة الطوائف تحت إطار الحركة الوطنية، وكانت تجربته الأولى على صعيد إشراك اللبنانيين والفلسطينيين في قوات مشتركة للنضال ضد إسرائيل، وقد سقط للحركة الوطنية والتقدمي شهداء كُثر، بينهم عبد الأحد عقيل".
ويعتبر خليل أن "كمال جنبلاط لم يكن رجل سلطة، بل كان رجل دولة، واعتبر أن لبنان واللبنانيين يستحقون النضال لأجلهم وصولاً إلى الاستشهاد، ومشروعه قام على المُساواة وتوحيد الشعب اللبناني حول مشروع موحّد مشترك".
لبنانياً، رأى الكثيرون في كمال جنبلاط الزعيم الوطني الجامع، وقد وصفه في هذا السياق النائب السابق فادي الهبر بأنه "أحد أهم زعماء الوطن الذين آمنوا بسيادة لبنان وقاوموا الاحتلالات الأجنبية، وكان منفتحاً على الآخر والتقى بشير الجميل واتفق آنذاك وإياه على رفض الوجود السوري في لبنان".
وفي حديث لجريدة "الأنباء" الإلكترونية، يُشير الهبر إلى أن "كمال جنبلاط كزعيم وطني، التقى مع شخصيات وطنية أخرى كالرئيس السابق فؤاد شهاب والشيخ بيار الجميل، وعملوا جميعاً على بناء المؤسسات، ويُسجّل له حضوره الوطني إلى جانب قامات كبيرة".
ويعتبر الهبر أن "العمل السياسي الذي قام به وليد جنبلاط إلى جانب الرئيس السابق أمين الجميّل، والمُصالحة الوطنية، والعمل الذي يقوم به النائبان تيمور جنبلاط وسامي الجميّل اليوم، هو استمرار لنضال كمال جنبلاط وبيار الجميّل ورسالتهما لجهة دولة المؤسسات في لبنان".
كم يفتقد لبنان وعالمنا العربي لكمال جنبلاط، الزعيم الوطني العابر للطوائف، الذي آمن بالإنسان ووجوب النضال لأجله وقضاياه دون تمييز. كم تفتقد السياسة اليوم لكمال جنبلاط في ظل الزعامات الطائفية والانتماءات الخارجية على حساب لبنان والفساد المستشري والهروب من العدالة وتعمية الحقيقة ومحاربة حرية الرأي والتعبير، ولو كان كمال جنبلاط بيننا، لخاب ظنّه كثيراً.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك