أطلق وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال الدكتور عباس الحلبي مسابقة ثقافية عن "الحدائق الخفية في بيروت"، خلال لقاء عقد في مكتبه في الوزارة، ضم المدير العام للوزارة عماد الأشقر، رئيسة المصلحة الثقافية والفنون الجميلة صونيا الخوري، رئيسة دائرة العلاقات الثقافية منى المولى والمستشارالإعلامي ألبير شمعون.
وتم إطلاق الجائزة بالشراكة مع المستشارة في السفارة الفرنسية ومديرة المعهد الفرنسي سابين سورتينو، والملحق لشؤون الكتاب ماتيو دياز وإيزابيل بيكو، رئيس مكتبة انطوان إميل تيان، العضو المؤسس لجمعية السبيل أنطوان بولاد، رئيس مجلس الإدارة المدير العام لبنك بيمو الدكتور رياض عبجي، ترافقه المديرة التنفيذية كلودين الفغالي، مستشارة الرئيس جومانا حبيقة والمديرة ميرنا بانايوت ورئيسة مؤسسة لبنان الحلم نيفين حاج شاهين وغاب عن اللقاء ممثلو مركز بيروت للتصوير لوجودهم خارج لبنان.
وبعد شرح من صونيا الخوري حول النجاحات التي حققها إطلاق مسابقة مشابهة في العام الماضي حيث كانت المشاركة موسعة، واملت ان "تكون المشاركة هذه السنة موسعة ايضا ومثمرة"، وشكرت الشركاء على إسهاماتهم، تحدث الوزير الحلبي فقال: "الأنشطة الثقافية والأدبية والفنية هي فعل وجود يومي، وهوية تعبر بصدق عن مكنونات شخصياتنا، وهي بالتالي الأنشطة التي تختصر اهتماماتنا الأقرب لتزهر في قالب جميل يسمو بإنسانيتنا نحو الأبعاد الأكثر صدقا وتعلقا بجمال الأمكنة، فكيف إذا كانت تلك الأمكنة حدائق خفية في بيروت الحبيبة التي سرق منها العمران الجائر مساحات ضيقت الخناق على أهل المدينة وصغرت الحدائق حتى باتت نادرة مثل الجواهر".
اضاف: "يسعدني أن ارحب بكم اليوم، لنتشارك إطلاق مسابقة الحدائق الخفية في بيروت وهي مسابقة موجهة إلى تلامذة المرحلة الثانوية في الثانويات الرسمية والخاصة ولطلاب المرحلة الجامعية لكي يسهموا بكتابة القصص بإحدى اللغات الثلاث التي يختارونها، مثل العربية والفرنسية والإنكليزية، إنها دعوة من المعهد الفرنسي ووزارة التربية والتعليم العالي بالشراكة مع بنك بيمو وجمعية السبيل ومكتبة انطوان ومركز بيروت للتصوير، لكي يسهم الراغبون من تلامذة الثانويات والجامعات، في كتابة قصة محددة عن الحدائق الخفية في بيروت، وتصويرها بصور جميلة ومعبرة عن اسرارها واماكنها وروادها، وعن التعلق بها لما تمثله من نوستالجيا في نفوس الناشئة وتشكل حاجة نفسية واجتماعية للأساتذة من اجل المشاركة في هذه المناسبة عبر الإنخراط في التأليف والتصوير وتفعيل المخيلة لإظهار وجه لبنان الحضاري والجميل، بأسلوب راق وصور مبهجة، لأننا بتنا في مرحلة من شبه الجفاف الفكري والإبداعي، ونحتاج إلى العودة إلى منابع الثقافة لكي نغذي المخيلة بالتفتيش في بيروت عن كل حديقة مخباة في ثنايا شوارعها وأحيائها وعن نكهة تكاد تصبح يتيمة. فالثقافة ايها السيدات والسادة، هي فعل انسكاب لروح الكاتب في إطار النص والصورة ونحن في وزارة التربية والتعليم العالي نفرد مساحة في مناهجنا التربوية المطورة للتربية الفنية من رسم وموسيقى ومسرح ولمختلف المساحات الأدبية والفنية، لكي ننجح في بناء شخصية المتعلم بصورة متوازنة بالتناغم بين العلوم والآداب والفنون".
ولفت الى ان الوزارة "نجحت مع الشركاء الموجودين اليوم في مسابقة مماثلة في العام الماضي واليوم نبني على النجاحات ونطلق المسابقة الجديدة، لنشجع اصحاب المواهب من الطلاب لكي يكونوا الكتاب الجدد والمصورين الجدد الذين سوف يرون نتاجهم في كتاب ينقلهم من مرحلة الهواية إلى طريق الإحتراف لمن يشاء المتابعة في تطوير طاقاته. فالشكر للمعهد الفرنسي وللسيدة سورتينو على كل التعاون مع وزارة التربية في مختلف المشاريع والأنشطة ، وشكرا لبنك بيمو على تأمين التمويل للفائزين الثلاثة الأول من التعليم الثانوي ومن التعليم الجامعي، وشكرا ايضا لجمعية السبيل على الشراكة والعمل من اجل الثقافة، وأيضا لمكتبة انطوان المشجعة على الطبع والنشر وتعميم الثقافة، والشكر أيضا لمركز بيروت للتصوير على بناء المهارات التصويرية سيما واننا في عصر الصورة التي تتحدث احيانا أكثر من النص. وإننا سنصدر اليوم تعميما للمشاركة في هذه المسابقة الجميلة لجهة الفكرة والمضمون، ونأمل ان تكون المشاركات على مستوى مرموق كما نتمنى".
ثم تحدث رئيس مجلس إدارة بنك بيمو الدكتور رياض عبجي، معبرا عن تقديره لهذه المبادرة، شاكرا رعاية الوزير وانخراط المديرية العامة للتربية عبر مصلحة الشؤون الثقافية في تنفيذها، واعتبر ان "البعض يظن ان لبنان الحلم قد انتهى بالنسبة إلى أبنائه الذين يغادر بعضهم وطنهم إلى الخارج من اجل العمل، لكننا نعمل معا من خلال الثقافة على إعادة إحياء لبنان الحلم لجميع أبنائه"، ولفت إلى ان "الطلاب الذين يشاركون في الكتابة والتصوير يشكل كل منهم نقطة شتاء تجتمع لتشكل جدولا يعيد الحياة إلى لبنان الحلم".
ثم تحدثت مديرة المعهد الفرنسي سابين سورتينو، فعبرت عن "الاعتزاز بمشاركة المعهد في المسابقة هذه السنة ايضا، مع العديد من الشركاء الذين نتقاسم وإياهم الإرادة والحلم من خلال الأنشطة الثقافية"، واكدت "دور الشباب في النهوض الثقافي، خصوصا من خلال الدينامية التي توجدها الفرنكوفونية المنفتحة على اللغات والثقافات والتي تتناغم وتتماشى مع ثقافة المجتمع اللبناني واستخدامه العربية والفرنسية والإنكليزية في التربية والحياة"، وأشارت إلى ان "الجانب الفرنسي يدعم هذا النشاط كما يدعم معرض الكتاب الفرنسي"، وشكرت "بنك بيمو وجميع الشركاء في المبادرة على الحماس الذي يعبرون عنه من خلال مساندة المواهب الشابة في الكتابة والتصوير، ومن ثم نشر نتاجهم المميز في كتاب".
ثم تحدث العضو المؤسس في جمعية السبيل أنطوان بولاد، فلفت إلى أن الجمعية "أسست مع بلدية بيروت منذ 25 سنة اول مكتبة عامة وهي تشارك في هذا المشروع لأن مهمتها هي تعزيز وإتاحة الثقافة للجميع"، واعتبر أن "المشاركة طبيعية هذا العام أيضا"، وشكر "الشركاء الذين دعوه هذه السنة ايضا على اعتبار ان تعزيز الكتابة والقراءة هدف مزدوج ووسيلة لتكوين مواطن حر وناقد".
كذلك تحدث رئيس مجلس إدارة مكتبة انطوان إميل تيان، فاعرب عن سروره للمشاركة في هذا النشاط "الذي يدعو الشباب إلى الكتابة والتصوير"، مشددا على أنه "الداعم الدائم للكتاب، وإن الهدف الأساسي هو الشراكة من اجل مستقبل لبنان وإن مكتبة أنطوان موجودة لتحقيق هذا الهدف"، ورأى ان "إطلاق هذه المسابقة الثقافية برعاية الوزير وبالتعاون مع المؤسسات والجمعيات هي لتحقيق الخير العام والإسهام في مستقبل الشباب".
ثم تحدثت رئيسة مسابقة "لبنان الحلم" نيفين الحاج شاهين، فاعتبرت أن لبنان الحلم "بمثابة مشروع بناء وطن، وقد فاقت التوقعات اجوبة التلامذة الذين انضموا إلى المبادرة بصيغتها الأولى في السنة الماضية، وقد تبين من قراءة النصوص الواحد تلو الآخر أن شبيبة لبنان ينطلقون من يومياتهم القاتمة الكئيبة حيث الأفق مقفل وغامض وكانه مسدود"، ورأت أن "حلم شبيبة لبنان ينغرس في الواقع لرسم لبنان الغد أي لبنانهم الذي يتطلعون إليه"، وأشارت إلى ان "موضوع حدائق بيروت الخفية يعني ان نعرف لبنان ونكتشفه من شماله لأقصى جنوبه ومن بحره إلى أعلى جباله مرورا ببقاعه إنها سنة حدائق بيروت 2024".
وختاما، اعلن الوزير الحلبي إصدار تعميم إلى الثانويات والجامعات للمشاركة في هذه المسابقة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك