كتبت لارا يزبك في "المركزية":
على مرأى ومسامع النواب والصحافيين، سأل رئيس لجنة الادارة والعدل نائب رئيس حزب القوات اللبنانية النائب جورج عدوان رئيس مجلس النواب نبيه برّي في مستهل الجلسة التشريعية أمس عمّا إذا "كنّا سنكمل بالتشريع حتى لو أقرت الحكومة تأجيل التسريح لقائد الجيش"، فأجابه بري قائلا "بالطبع لا علاقة لنا بالحكومة".
وبعد انتهاء الجلسة في "نسختها" الصباحية، بعد ظهر الخميس، خرج عدوان من القاعة ليؤكد امام وسائل الاعلام "اننا حضرنا إلى الجلسة لسبب واضح، وننتظر طرح التمديد لقائد الجيش. وقرار الحكومة سواء حصل أم لم يحصل، فذلك لن يُؤثّر على مجرى الأمور. وبغضّ النظر عمّا ستفعله الحكومة سيناقش مجلس النواب المادة 56 من قانون الدفاع". واعلن عدوان "ان الاتصالات مستمرّة مع الكتل وتوصلنا إلى صيغة موحّدة لقطع الطريق على العرقلة ، وتأخير التسريح بات محسوماً أنّه سيحصل في مجلس النواب حتى وإن حصل في الحكومة".
وفق ما تقول مصادر مطّلعة لـ"المركزية"، فإن الثقة التي يتحدث فيها رئيس "الادارة والعدل" هي نتاج محادثات اجراها في الكواليس مع رئيس المجلس، توصّل فيها الى انتزاع وعد من بري، بأنه ومهما حصل في مجلس الوزراء، فإن مجلس النواب سيعرض لقانون او قوانين التمديد. وعلى هذا الاساس، قررت "الجمهورية القوية" المشاركة في الجلسة التشريعية او بالاحرى "تأمين نصاب انعقادها"، اذ ان نوابها حضروا فقط من دون ان يشاركوا لا في التشريع ولا في مناقشة جدول الاعمال.
لكن في "الجزء المسائي" من الجلسة التشريعية امس، انقلب بري على مواقفه فجأة، فاعلن أنه "لا يمكن للمجلس تجاوز قرار الحكومة في حال قررت تأجيل التسريح، لكن وفي حال تقصيرها لن نترك الجيش للفراغ". وعندما أصر عدوان على بري قائلاً: بدنا نصوّت... لازم تطرحه بالمجلس، ردّ رئيس المجلس ساخراً: بدي اطرحه أرضاً.
فهل يمكن القول ان بري نكث بوعده؟ وهل يمكن ان يقول "الاستيذ" الشيء ونقيضه في غضون ساعات قليلة وان يكون ذلك "بريئا"؟ وفق المصادر، فإن الجواب عن هذه الاسئلة غير واضح بعد. ويجب انتظار ما سيحصل في الجلسة التشريعية اليوم التي تنطلق عند الثالثة في ساحة النجمة. وفي حال طرح بري القوانين المعجلة ومن بينها التمديد للقادة الامنيين على التصويت، هل سيبقى نوابه يؤمّنون النصاب، او هل سيبقى النصاب عموما مؤمنا؟ في ضوء هذه التطورات، سيتبين ان كان رئيس المجلس حاك هذا المخطط كله مع رئيس الحكومة وحزب الله والتيار الوطني الحر، للوصول الى تمديدٍ هزيل و"ركيك" للعماد جوزيف عون، في رسالة اليه، ام انه كان صادقا في تمتين المؤسسة العسكرية وحمايتها.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك