فيما الهمّ الجنوبي ما زال يتصدّر واجهة الإهتمام المحلي والدولي وسط ضبابية تسود المشهد الختامي من دون أن يعني ذلك توقّف حركة الإتصالات في الكواليس، يتحضّر الهمّ الرئاسي للعودة الناشطة إلى طاولة البحث عن حلول لإنهاء الشغور الرئاسي وفق قاعدة جديدة تعتمد على القاعدة التي أسفرت عن التمديد لقادة الأجهزة الأمنية الذي طرحته القوات اللبنانية وهندسه رئيس المجلس النيابي نبيه بري و"بكّله" بما يكفي لاجتياز امتحان الطعن أمام المجلس الدستوري الذي أعدّه التيار الوطني الحر لحفظ ما تيسّر من ماء الوجه.
ويشير مصدر نيابي إلى أن التوافق الذي أفضى إلى التمديد لقائد الجيش ليس كافياً لانتخاب رئيس للجمهورية ولكن يصحّ اعتماده كقاعدة لتوسيع هذا التوافق ليضمّ المتغيبين عن المشاركة في جلسة التمديد من دون معارضته وخاصة حزب الله، واعتبر المصدر بأن التغيّب ليس إلا قبّة باط وتمريرة للرئيس نبيه بري كدفعة على الحساب تساهم في تخفيف حدّة الإعتراضات على المناوشات الجنوبية وخاصة لدى بكركي وقوى المعارضة وعلى رأسها القوات اللبنانية.
ويتابع المصدر النيابي ليكشف عن ارتياح مسيحي عارم لإنجاز التمديد مع بقاء رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وبعض النواب اللصيقين به خارج جو الإرتياح فيما يعبّر نواب آخرون في تكتل " لبنان القوي" عن موافقتهم الضمنية في مجالسهم الخاصة، وقد عُلِمَ من مصادر خاصة بأن بعض هؤلاء النواب اتصلوا بالقائد جوزف عون لتهنئته فور إقرار القانون في الحكومة.
ويضيف المصدر بأن الجو الإيجابي في البلاد سيستمر وتتصاعد وتيرته في بداية العام الجديد مع اندفاعة دولية متجددة ستضع الإستحقاق الرئاسي على جدول أعمال الموفدين الدوليين تزامناً وتوازياً مع المباحثات حول الوضع على الحدود من دون أن يكون هناك ارتباط بين الأمرين على قاعدة شمولية الحل، ويراهن المصدر على الحلحلة في موضوع الرئاسة الأسهل على حزب الله التنازل في شأنه مقابل المراوحة في شأن الطروحات حول تطبيق القرار ١٧٠١ بكافة مندرجاته نظراً لأنه يمسّ في جوهر وجود الحزب، ولأن الشأن الرئاسي يمكن للحزب أن يتركه "للأخ الأكبر" الراغب في إنهاء مسألة الشغور والقادر على نسج توافق كبير مع القوى المسيحية حتى لو أدى ذلك إلى تعميق الخلاف مع "الحليف الأكبر".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك