كتب لارا يزبك في "المركزية":
في مستهل اجتماعاته على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك، التقى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الاثنين نائبة وزير الخارجية الاميركية للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند. ومع أنّ المكتب الاعلامي لميقاتي لم يُشر الى ملف ترسيم الحدود الجنوبية مِن بين المواضيع التي تم بحثها، تُشير مصادر دبلوماسية عبر "المركزية"، إلى أنّ هذه القضية تحديدًا، واستقرار المنطقة الفاصلة بين لبنان واسرائيل ككل، يشكلان أولى أولويات الولايات المتحدة لبنانيا، ويتصدّران - ومعهما طبعا الدعم الاميركي المستمر للجيش اللبناني - الاجندة الاميركية، متفوّقَين على الاستحقاق الرئاسي وعلى النزوح السوري... أقلّه حتى الساعة.
في حديث مع لوفيغارو الفرنسية، أشار ميقاتي الثلثاء إلى وجود نزاعات إقليمية على الحدود مع إسرائيل، مؤكدًا الحاجة إلى الأمم المتحدة لمساعدة لبنان في تحديد حدود برية واضحة، كما تم ذلك مع الحدود البحرية.
قبله، كان قائد الجيش العماد جوزيف عون يتحدث خلال لقائه وفد نقابة الصحافة الاثنين، عمّا وصفه بإهتمام أميركي بترسيم الحدود البرية.
بحسب المصادر، فإنّ الزيارة الأخيرة التي قام بها منذ أسابيع المنسّق الرّئاسي الأميركي لأمن الطّاقة والبنى التّحتيّة الدّوليّة آموس هوكشتاين الى بيروت والتي حضر فيها ملف "البر" في صلب مشاوراته - وقد اعلن في نهاية جولته "ان الوقت حان لترسيم الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل"، مضيفًا "حان الوقت لمراجعة الإطار الذي سمح بالتوصل إلى نتيجة على صعيد الحدود البحرية والعمل كذلك على سلام بري" - لن تكون يتيمة، بل سيتم استكمالها بلقاءات اضافية، يعمل هوكستين اليوم على الاعداد لها بعيدا من الاضواء، مقرّا بتعقيدات كثيرة تعتريها.
لكن كما وضع الاميركيون "ثقلهم" في التوصل الى اتفاق لترسيم الحدود الجنوبية البحرية بين لبنان واسرائيل، هم يضعون نصب أعينهم اليوم إنهاء النزاع البري وابرام تسوية تضع حدًا نهائيًا له.
لكن وفق المصادر، هذا "الديل" - كما "ديل البحر" - يحتاج إلى ضوء أخضر إيراني. وحتى الساعة، كلّ ما ظهر من مؤشرات مِن إيران عبر وكيلها في لبنان "حزب الله"، لا يدل على رغبة بإيحاد حلّ لهذه المسألة، بل على العكس، خصوصًا وأنّ هذا الحلّ سيُضعف "حجّة" الحزب للاحتفاظ بسلاحه.
فهل يُمكن عندما تدق ساعة التسوية في المنطقة، أن تُقرّر واشنطن مثلًا مقايضةَ إيران، فتُعطيها الأخيرة الاتفاقَ البري وتأخذ الرئاسة مثلًا؟ أم أنّ سيادة لبنان - الدولة على كامل أراضيها باتت خطًا أحمر أميركيًّا ودوليًّا غيرَ قابل لأي تفاوض؟ للبحث صلة، تختم المصادر.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك